Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 29-29)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ } أي : لا تمسك يدك عن النفقة والعطية لمن له حق ممن تقدم ، بمنزلة المشدودة يده إلى عنقه ، الذي لا يقدر الأخذ بها والإعطاء { وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ ٱلْبَسْطِ } أي : بالتبذير والسرف . قال ابن كثير : أي : لا تسرف في الإنفاق فتعطي غير طاقتك وتخرج أكثر من دخلك { فَتَقْعُدَ } أي : فتبقى { مَلُوماً } يلومك الفقراء والقرابة { مَّحْسُوراً } أي : نادماً ، من ( الحسرة ) . أو منقطعا بك لا شيء عندك من ( حسره السفر ) إذا بلغ منه الجهد وأثر فيه . وفي النهيين استعارتان تمثيليتان : شبه في الأولى فعل الشحيح في منعه ، بمن يده مغلولة لعنقه ، بحيث لا يقدر على مدّها . وفي الثانية ، شبه السرف ببسط الكف بحيث لا تحفظ شيئاً . وهو ظاهر . وجعل ابن كثير قوله تعالى : { فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً } من باب اللف والنشر المرتب . قال : أي : فتقعد ، إن بخلت ، ملوماً يلومك الناس ويذمونك . ويستغنون عنك كما قال زهير في المعلقة : @ ومَنْ كانَ ذَا مالٍ فيبخَلْ بمالِه على قومِهِ يُسْتَغْنَ عنه ويُذْمَمِ @@ ومتى بسطت يدك فوق طاقتك ، قعدت بلا شيء تنفقه ، فتكون كالحسير . وهي الدابة التي عجزت عن السير ، فوقفت ضعفا وعجزاً .