Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 49-52)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَقَالُوۤاْ أَءِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً } وهو ما بلى وتَفَتَّتَ { أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً * قُلْ كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً * أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ } أي : يعظم في نفوسكم عن قبول الحياة ويعظم في زعمكم على الخالق إحياؤه . فإنه يحييكم ولا يعجزه بعثكم . فكيف ، إذا كنتم عظاماً مرفوتة وقد كانت موصوفة بالحياة قبل ، والشيء أقبل لما عهد فيه مما لم يعهد { فَسَيَقُولُونَ } أي : بعد لزوم الحجة عليهم { مَن يُعِيدُنَا قُلِ ٱلَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ } أي : يحركونها برفع وخفض ، تعجباً واستهزاءً { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ } أي : ما ذكرته من الإعادة { قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيباً * يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ } أي : يوم يبعثكم فتنبعثون . قال القاضي : استعار لهما الدعاء والاستجابة ، للتنبيه على سرعتهما وتيسر أمرهما . وإن المقصود منهما الإحضار للمحاسبة والجزاء . انتهى . وقيل : إنهما حقيقة كما في آية { يَوْمَ يُنَادِ ٱلْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ } [ ق : 41 ] ، وفي قوله : { يَوْمَ يَدْعُوكُمْ } وجوه للمعربين . ككونه بدلاً من { قَرِيباً } على أنه ظرف . أو منصوب بـ ( يكون ) أو بمقدر كـ ( اذكر ) أو ( تبعثون ) . وقوله تعالى : { بِحَمْدِهِ } أي : وله الحمد على ما أحضركم للجزاء وتحقق وعده الصدق { وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً } أي : تستقصرون مدة لبثكم في القبور والمضاجع . لذهولكم عن ذلك الزمان . أو في الحياة الأولى ، لاستقصاركم إياها ، بالنسبة إلى الحياة الآخرة .