Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 42-42)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ } أي : بإهلاكه فلم يبق له فيها ثمرة . قال الزمخشريّ : ( أحيط به ) عبارة عن إهلاكه . وأوصله ( من أحاط به العدو ) لأنه إذا أحاط به فقد ملكه واستولى عليه . ثم استعمل في كل إهلاك ومنه قوله تعالى : { إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ } [ يوسف : 66 ] . ومثله قولهم : ( أتى عليه ) إذا أهلكه . من ( أتى عليهم العدو ) إذا جاءهم مستعليا عليهم . يعني : إنه استعارة تمثيلية . شبه إهلاك جنتيه بما فيهما بإهلاك قوم بجيش عدو أحاط بهم وأوقع بهم بحيث لم ينج أحد منهم . كما أن ( أتى عليهم ) بمعنى : أهلكهم استعارة أيضاً ، من إتيان عدو غالب مستعل عليهم بالقهر . { فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَآ أَنْفَقَ فِيهَا } أي : فعيّر نفسه أكثر من تعييره صاحبه وتعيير صاحبه إياه . قال الزمخشريّ : تقليب الكفين : كناية عن الندم والتحسر ؛ لأن النادم يقلب كفيه ظهرا لبطن . كما كني عن ذلك بِعضٍّ الكف ، والسقوط في اليد . ولأنه في معنى الندم , عدّي تعديته بـ ( على ) كأنه قيل : فأصبح يندم على ما أنفق فيها ، أي : في عمارتها . فيكون ظرفا لغواً . ويجوز كونه ظرفاً مستقرّاً متعلقه خاص ، وهو حال . أي : متحسراً . والتحسر الحزن . وهو أخص من الندم ؛ لأنه - كما قال الراغب - الغم على ما فات . { وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا } أي : ساقطة عليها . ( والعروش ) جمع عرش وهو ما يصنع ليوضع عليه شيء . فإذا سقط سقط ما عليه . يعني : أن كرومها المعروشة , سقطت عروشها على الأرض وسقطت فوقها الكروم ، بحيث قاربت أن تصير صعيداً زلقاً { وَيَقُولُ } عطف على ( يقلب ) { يٰلَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً } أي : من الأوثان . وذلك أنه تذكر موعظة أخيه فعلم أنه أُتَي من جهة شركه وطغيانه . فتمنى لو لم يكن مشركا حتى لا يهلك الله بستانه .