Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 46-46)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱلْمَالُ وَٱلْبَنُونَ زِينَةُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } وذلك لإعانتهما فيها ، ووجود الشرف بهما . ثم أشار إلى أنهما ليسا من أسباب الشرف الأخرويّ ، إذ لا يحتاج فيها إليهما ، بقوله : { وَٱلْبَاقِيَاتُ ٱلصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً } أي : والأعمال التي تبقى ثمراتها الأخروية ، من الاعتقادات والأخلاق والعبادات الكاملات ، خير عند ربك من المال والبنين في الجزاء والفائدة . وخير مما يتعلق بهما من الأمل . فإن ما ينال بهما من الآمال الدنيوية أمرها إلى الزوال . وما ينال بالباقيات الصالحات من منازل القرب الربانيّ والنعيم الأبديّ لا يزول ولا يحول . لطائف 1 - تقديم { ٱلْمَالُ } على ( البنين ) لعراقته فيما نيط به من الزينة والإمداد . ولكون الحاجة إليه أَمَس ؛ ولأنه زينة بدونهم من غير عكس . 2 - إفراد ( الزينة ) مع أنها مسندة إلى الاثنين لما أنها مصدر في الأصل . أطلق على المفعول مبالغة . كأنها نفس الزينة . وإضافتها إلى الحياة اختصاصية ؛ لأن زينتها مختصة بها . 3 - إخراج بقاء الأعمال وصلاحها مخرج الصفات المفروغ عنها ، مع أن حقهما أن يكونا مقصودي الإفادة ، لا سيما في مقابلة إثبات الفناء لما يقابلهما من المال والبنين على طريقة { مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ بَاقٍ } [ النحل : 96 ] - للإيذان بأن بقاءها أمر محقق لا حاجة إلى بيانه . بل لفظ { ٱلْبَاقِيَاتُ } اسم لها لا وصف ؛ ولذلك لم يذكر الموصوف . وإنما الذي يحتاج إلى التعرض له خيريّتها . 4 - تكرير { خَيْرٌ } للإشعار باختلاف حيثيتي الخيرية والمبالغة . كذا يستفاد من أبي السعود ، مع زيادة . 5 - وقع في كلام السلف تفسير { وَٱلْبَاقِيَاتُ ٱلصَّالِحَاتُ } بالصلوات وأعمال الحج والصدقات والصوم والجهاد والعتق وقوله : ( سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ) والكلام الطيب وبغيرهما ، مما روي مرفوعاً وموقوفاً . والمرفوع من ذلك كله لم يخرج في الصحيحين . وكله على طريق التمثيل . وإن اللفظ الكريم يتناولها لكونها من أفراده . ثم أشار تعالى إلى تحذير المشركين من أهوال القيامة التي هي الوعد الحق والفيصل الصدق ، بقوله سبحانه : { وَيَوْمَ نُسَيِّرُ … } .