Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 85-86)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَأَتْبَعَ سَبَباً } قرئ بقطع الهمزة وسكون التاء . وقرئ بهمزة الوصل وتشديد التاء . فقيل : هما بمعنى ويتعديان لمفعول واحد . وقيل : { أَتْبَعَ } بالقطع يتعدى لاثنين . والتقدير : فأتبع سبباً سبباً آخر . أو فأتبع أمره سبباً كقوله : { وَأَتْبَعْنَاهُم فِي هَذِهِ ٱلدُّنْيَا لَعْنَةً } [ القصص : 42 ] . وقال أبو عبيدة : اتبع ( بالوصل ) في السير وأتبع ( بالقطع ) معناه : اللحاق كقوله : { فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ } [ الصافات : 10 ] وقال يونس : أتبع ( بالقطع ) للجد الحثيث في الطلب و ( بالوصل ) مجرد الانتقال . والفاء في قوله : { فَأَتْبَعَ } فاء الفصيحة . أي : فأراد بلوغ المغرب فأتبع سبباً يوصله ، لقوله : { حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ ٱلشَّمْسِ } أي : أقصى ما يسلك فيه من الأرض من ناحية المغرب ، وهو مغرب الأرض { وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ } أي : ذات حمأة وهو الطين الأسود ، وقرئ ( حامية ) أي : حارة . وقد تكون جامعة للوصفين و ( وَجَدَ ) يكون بمعنى ( رأى ) لما ذكره الراغب { وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْماً } أي : أمة . ثم أشار تعالى إلى أنه مكنه منهم ، وأظهره بهم ، وحكمه فيهم ، وجعل له الخيرة في شأنهم ، بقوله : { قُلْنَا يٰذَا ٱلْقَرْنَيْنِ إِمَّآ أَن تُعَذِّبَ } أي : بالقتل وغيره { وَإِمَّآ أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً } بالعفو . ثم بين تعالى عدله وإنصافه ، ليحتذى حذوه ، بقوله سبحانه : { قَالَ أَمَّا مَن … } .