Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 41-42)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً } بليغ التصديق بما يجب لله من الوحدانية والتنزيه { نَّبِيّاً * إِذْ قَالَ لأَبِيهِ } أي : مُتَلَطِّفاً في دعوته إلى التوحيد ونهيه عن عبادة الأصنام { يٰأَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لاَ يَسْمَعُ وَلاَ يُبْصِرُ وَلاَ يُغْنِي عَنكَ شَيْئاً } أي : فلا يدفع ضرّاً ولا يجلب نفعاً . قال أبو السعود : ولقد سلك عليه السلام في دعوته أحسن منهاج ، وأقوم سبيل . واحتج عليه أبدع احتجاج بحسن أدب وخلق جميل . لئلا يركب متن المكابرة والعناد . ولا ينكب ، بالكلية عن محجة الرشاد . حيث طلب منه علة عبادته لما يستخف به عقل كل عاقل ، من عالم وجاهل ويأبى الركون إليه ، فضلاً عن عبادته التي هي الغاية القاصية من التعظيم . مع أنها لا تحق إلا لمن له الاستغناء التام ، والإنعام العام . الخالق الرازق المحيي المميت المثيب المعاقب . ونبه على أن العاقل يجب أن يفعل كل ما يفعل ، لداعية صحيحة وغرض صحيح . والشيء لو كان حيّاً مميزاً سميعاً بصيراً قادراً على النفع والضر ، مطيقاً بإيصال الخير والشر ، لكن كان ممكنا ، لاستنكف العقل السليم عن عبادته . وإن كان أشرف الخلائق . لما يراه مثله في الحاجة والانقياد للقدرة القاهرة الواجبة . فما ظنك بجماد مصنوع من حجر أو شجر ، ليس له من أوصاف الأحياء عين ولا أثر ؟ .