Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 87-87)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لاَّ يَمْلِكُونَ ٱلشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَنِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحْمَـٰنِ عَهْداً } الضمير لأصناهم المتقدم ذكرها في قوله : { وَٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ آلِهَةً } [ مريم : 81 ] ردٌّ على عابديهم في دعواهم أنهم شفعاؤهم عند الله . واتخاذ العهد هو الإيمان والعمل الصالح . أي : لكن من آمن وعمل صالحاً فإنه يشفع للعصاة على ما وعد الله تعالى . وجوز أن يكون ( العهد ) بمعنى : الإذن والأمر . يقال : أخذت الإذن في كذا واتخذته بمعنى . من باب ( عهد الأمير إلى فلان بكذا ) إذا أمره به . أي : لا يشفع إلا المأمور بالشفاعة ، المأذون له فيها . وتعضده مواضع في التنزيل { وَكَمْ مِّن مَّلَكٍ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ ٱللَّهُ لِمَن يَشَآءُ وَيَرْضَىٰ } [ النجم : 26 ] { وَلاَ تَنفَعُ ٱلشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ } [ سبأ : 23 ] { يَوْمَئِذٍ لاَّ تَنفَعُ ٱلشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً } [ طه : 109 ] ونحوه هذه الآية قوله تعالى : { وَلاَ يَمْلِكُ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ ٱلشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَن شَهِدَ بِٱلْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } [ الزخرف : 86 ] . ولما قرر تعالى في هذه السورة عبودية عيسى عليه السلام ، وذكر خلقه من مريم بلا أب ، عطف عليه حكاية جنايتهم من دعوى النبوة له ، مهولا لأمرها . وكذا جناية أمثالهم من اليهود والعرب ممن يسمي بعض المخلوقات ابنا أو بنتا له ، تعالى وتقدس - عطف قصته على قصته بقوله : { وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ … } .