Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 225-225)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ ٱللَّهُ بِٱلَّلغْوِ فِيۤ أَيْمَانِكُمْ } أي : لا يعاقبكم ولا يلزمكم بما صدر منكم من الأيمان اللاغية - إذا لم تقصدوا هتك حرمته - وهي التي لا يقصدها الحالف ، بل تجري على لسانه عادةً من غير تعقيدٍ ولا قصدٍ إليها . كما ينبئ عن ذلك قوله تعالى : { وَلَـٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ ٱلأَيْمَانَ } [ المائدة : 89 ] وهو المعني بقوله عزّ وجل : { وَلَـٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ } ، أي : تعمدته قلوبكم فاجتمع فيه ، مع اللفظ ، النيّة ، يعني : ربط القلب به لفوات تعظيم أمره ، ولهتك حرمته بنقض اليمين المقصودة . روي عن عائشة أنها قالت : أنزلت هذه الآية في قول الرجل : لا والله ، وبلى والله ! أخرجه البخاريّ ومالك وأبو داود ، وهذا لفظ البخاريّ . وقد نقل ابن المنذر نحو هذا عن ابن عمر ، وابن عباس ، وغيرهما من الصحابة والتابعين . ولفظ رواية ابن أبي حاتم عن عائشة قالت : إنما اللغو في المزاحة والهزل وهو قول الرجل : لا والله ! وبلى والله ! فذاك لا كفارة فيه ، إنما الكفارة فيما عقد عليه قلبه أن يفعله ثم لا يفعله . ويروى في تفسير لغو اليمين : هو أن يحلف على الشيء يظنّه ، ثم يظهر خلافه . ويروي : أن يحلف وهو غضبان : ويروي غير ذلك ، كما ساقها ابن كثير ، مسندة . وقد ظهر - للفقير - ألا تنافي بين هذه الروايات : لأنّ كل ما لا عقد للقلب معه من الأيمان فهو لغو بأي صورة كانت وحالة وقعت . فكل ما روي في تفسير الآية فهو مما يشمله اللغو . والله أعلم . والمراد من المؤاخذة : إيجاب الكفّارة . كما بيّن ذلك في آية المائدة : { وَلَـٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ ٱلأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ } [ المائدة : 89 ] . { وَٱللَّهُ غَفُورٌ } يعني : لعباده فيما لغو من أيمانهم فلم يؤاخذهم به { حَلِيمٌ } يعني : في ترك معاجلة أهل العصيان بالعقوبة تربصاً بالتوبة . والجملة تذييل للحكمين السابقين . فائدته الامتنان على المؤمنين ، وشمول مغفرته وإحسانه لهم .