Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 269-269)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَآءُ } قال كثيرون : الحكمة إتقان العلم والعمل . وبعبارة أخرى معرفة الحق والعمل به . قال أبو مسلم : الحكمة فِعلة من الحكم وهي كالنحلة من النحل ، ورجل حكيم إذا كان ذا حجاً ولبّ وإصابة رأى . وهي في هذا الموضع في معنى الفاعل . ويقال : أمر حكيم ، أي محكم ، وهو فعيل بمعنى مفعول ، قال تعالى : { فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } [ الدخان : 4 ] . { وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً } إذ بها انتظام أمر الدارين . والإظهار في مقام الإضمار لإظهار الاعتناء بشأنها . وفي إيلاء هذه الآية لما قبلها إشعار بأن الذي لا يغتر بوعد الشيطان ويوقن بوعد الله هو من آتاه الله الحكمة { وَمَا يَذَّكَّرُ } أي : يتعظ بأمثال القرآن والحكمة { إِلاَّ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ } أي : ذوو العقول من الناس ، الخالصة من شوائب الهوى . وهم الحكماء . والمراد به الحث على العمل بما تضمنت الآي في معنى الإنفاق .