Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 93-93)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ } على الإيمان والطاعة . { وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ ٱلطُّورَ } قائلين { خُذُواْ مَآ ءَاتَيْنَٰكُم } أي : ما أمرتم به في التوراة { بِقُوَّةٍ } بجد { وَٱسْمَعُواْ } أطيعوا { قَالُواْ سَمِعْنَا } قولك { وَعَصَيْنَا } أمرك . وظاهر السوق يقتضي أنهم قالوا ذلك حقيقة . قال أبو مسلم : وجائز أن يكون المعنى : سمعوه فتفوّه بالعصيان ، فعبّر عن ذلك بالقول وإن لم يقولوه ، كقوله تعالى : { كُن فَيَكُونُ } [ يس : 82 ] . { وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلْعِجْلَ } أي : حبّه على حذف المضاف ، وإقامة المضاف إليه مقامه للمبالغة ، أو العجل مجاز عن صورته . فلا يحتاج إلى حذف المضاف ، وعلى كلٍ ، فأشربوا استعارة تبعية ، إما من إشراب الثوب الصبغَ - أي : تداخله فيه - أو من إشراب الماء - أي : تداخله أعماق البدن - والجامع السراية في كل جزء ، وإسناد الفعل إليهم لمكان الإشراب ، ثم بُيَّن بقوله : { فِي قُلُوبِهِمُ } للمبالغة ، فظهر وجه العدول عن مقتضى الظاهر وهو : وأشرب قلوبهم العجل . { بِكُفْرِهِمْ } بسبب كفرهم { قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ } أي : كما زعمتم ، بالتوراة . وإضافة الأمر إلى إيمانهم تهكم كما في قصة شعيب { أَصَلَٰوتُكَ تَأْمُرُكَ } [ هود : 87 ] . وكذا إضافة الإيمان إليهم . وقوله : { إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ } قدح في صحة دعواهم . فإن الإيمان إنما يأمر بعباده الله وحده لا بشركة العباد لما هو في غاية البلادة . فهو غاية الاستهزاء ، وحاصل الكلام : إن كنتم مؤمنين بها عاملين ، فيما ذكر من القول والعمل ، بما فيها ، فبئسما يأمركم به إيمانكم بها . وإذ لا يسوّغ الإيمان بها مثل تلك القبائح فلستم بمؤمنين بها قطعاً ، فجواب الشرط محذوف ، كما ترى ، لدلالة ما سبق عليه .