Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 129-129)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَكَانَ لِزَاماً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى } بيان لحكمة تأخير عذابهم مع إشعار قوله : { أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ } [ طه : 128 ] الآية ، بإهلاكهم مثل هلاك ( أولئك ) . والكلمة السابقة ، قال القاشانيّ : هو القضاء السابق أن لا يستأصل هذه الأمة بالدمار والعذاب في الدنيا ، لكون نبيّهم نبيّ الرحمة . وقولُه سبحانه : { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ } [ الأنفال : 33 ] . وقال الزمخشريّ : الكلمة السابقة هي العدة بتأخير جزائهم إلى الآخرة . يقول : لولا هذه العدة لكان مثل إهلاكنا عاداً وثمود لازماً لهؤلاء الكفرة . و ( اللزام ) إما مصدر ( لازم ) كالخصام ، وصف به مبالغة . أو اسم آلة لأنها تبنى عليه كحزام وركاب ، واسمُ الآلة يوصف به مبالغة أيضاً ، كقولهم : مِسْعَرُ حَرْبٍ ، ولِزَازُ خَصْمٍ بمعنى : مُلِحّ على خَصمه . من ( لزَّ ) بمعنى : ضيق عليه . وجوز أبو البقاء فيه كونه جمع ( لازم ) . كقيام جمع قائم . وقوله تعالى : { وَأَجَلٌ مُّسَمًّى } عطف على ( كلمة ) أي : ولولا أجل مسمى لأعمارهم أو لعذابهم وهو يوم القيامة أو يوم بدر ، لما تأخر عذابهم أصلاً . قال أبو السعود : وفصله عما عطف عليه ، للإشعار باستقلال كل منهما ، بنفي لزوم العذاب ومراعاة فواصل الآية الكريمة . وقد جوز عطفه على المستكن في ( كان ) العائد إلى الأخذ العاجل ، المفهوم من السياق ، تنزيلاً للفصل بالخبر منزلة التأكيد . لكان الأخذ العاجل ، وأجل مسمى لازمين لهم كدأب عاد وثمود وأضرابهم . ولم ينفرد الأجل المسمى دون الأخذ العاجل . وقوله تعالى : { فَٱصْبِرْ عَلَىٰ … } .