Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 40-40)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِذْ تَمْشِيۤ أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ مَن يَكْفُلُهُ } أي : يضمن حضانته ورضاعته . فقبلوا قولها . وذلك لأنه لما استقر عند آل فرعون ، عرضوا عليه المراضع فأباها كما قال تعالى : { وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ ٱلْمَرَاضِعَ } [ القصص : 12 ] فجاءت أخته فقالت : { هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ } [ القصص : 12 ] فجاءت بأمه كما قال : { فَرَجَعْنَاكَ إِلَىٰ أُمِّكَ } أي : مع كونك بيد العدوّ { كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها } أي : برؤيتك { وَلاَ تَحْزَنَ } أي : بفراقك . فهذه منن زائدة على النجاة من القتل . ثم أشار إلى ما منّ عليه بالنجاة من القتل الذي لا يدفع بتلبيس ، بقوله : { وَقَتَلْتَ نَفْساً } أي : من آل فرعون ، وهو القبطيّ الذي استغاثه عليه الإسرائيليّ ، إذ وكزه موسى فقضى عليه . أي : فاغتممت للقصاص { فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ ٱلْغَمِّ } أي : غم القتل بأن صرفنا عنك ما تخشاه . وذلك أنه عليه السلام فرَّ من آل فرعون حتى ورد ماء مدين . وقال له ذلك الرجل الصالح : { لاَ تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } [ القصص : 25 ] { وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً } أي : ابتليناك ابتلاء . على أن ( الفتون ) مصدر كالشكور ، أو ضروباً من الفتن على أنه جمع ( فتنة ) أي : فجعلنا لك فرجاً ومخرجاً منها . وهو إجمال لما سبق ذكره . { فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِيۤ أَهْلِ مَدْيَنَ } أي : معزز الجانب مكفيّ المؤونة في عشرة أتقى رجل منهم وأصلحهم ، وهو نبيّهم عليه السلام { ثُمَّ جِئْتَ عَلَىٰ قَدَرٍ يٰمُوسَىٰ } أي : بعد أن قضيت الأجل المضروب بينك وبين شعيب من الإجارة , جئت بأهلك على وفق ما سبق في قضائي وقدري ؛ أن أكلمك وأستنبئك في وقت يعينه قد وقَّته لذلك . فما جئت إلا على ذلك القدر ، غير مستقدم ولا مستأخر . فالأمر له تعالى . وهو المسيّر عباده وخلقه فيما يشاء . قال أبو السعود : وقوله تعالى : { يٰمُوسَىٰ } تشريف له عليه الصلاة والسلام ، وتنبيه على انتهاء الحكاية التي هي تفصيل المرة الأخرى التي وقعت قبل المرة المحكية أولاً . وقوله تعالى : { وَٱصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي … } .