Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 43-44)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱذْهَبَآ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ * فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ } أي : عقابي . فإن تليين القول مما يكسر سورة عناد العتاة ، ويلين عريكة الطغاة . وقد بيّن ذلك في قوله تعالى : { فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ * وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ } [ النازعات : 18 - 19 ] وبمثل ذلك أمر نبينا صلوات الله عليه في قوله : { ٱدْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ وَجَٰدِلْهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } [ النحل : 125 ] وظاهر أن الرجاء في { لَّعَلَّهُ } إنَما هو منهما ، لا من الله . فإنه لا يصح منه . ولذا قال القاضي : أي : باشرا الأمر على رجائكما وطمعكما أنه يثمر ولا نخيب سعيكما . فإن الراجي مجتهد ، والآيس متكلف . والفائدة في إرسالها والمبالغة عليهما في الاجتهاد - مع علمه بأنه لا يؤمن - إلزام الحجة ، وقطع المعذرة ، وإظهار ما حدث في تضاعيف ذلك من الآيات .