Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 51-52)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالَ } أي : فرعون { فَمَا بَالُ ٱلْقُرُونِ ٱلأُولَىٰ * قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لاَّ يَضِلُّ رَبِّي وَلاَ يَنسَى } أي : ما حال القرون السالفة وما جرى عليهم ؟ وهذا السؤال إما لصرف موسى عليه السلام عما يدعوه إليه أمام ملئه ، وإشغاله بما لا يعني ما أرسل به ، وإما لتوهم أن الرسول يعلم الغيب ، فأراد أن يقف على نبأ ما مضى ، ويفتح باباً للتخطئة والتكذيب ، بالعناد واللجاج . فأجابه موسى عليه السلام بأن هذا سؤال عن الغيب وقد استأثر الله به . فلا يعلمه إلا هو . وليس من وظيفة الرسالة . وإنما علمها مكتوب في اللوح المحفوظ ، محصيّ غير منسيّ . ويجوز أن يكون { فِي كِتَابٍ } تمثيلاً لتمكنه وتقريره في علم الله عز وجل ، بما استحفظه العالم وقيده بالكتبة . قال في العناية : فيشبه علمه تعالى بها علماً ثابتاً لا يتغير ، بمن علم شيئاً وكتبه في جريدته ، حتى لا يذهب أصلاً ، فيكون قوله : { لاَّ يَضِلُّ رَبِّي وَلاَ يَنسَى } ترشيحاً للتمثيل ، واحتراساً أيضاً . لأن من يفعل ذلك إنما يفعله لخوف النسيان . والله تعالى منزه عنه . فـ ( الكتاب ) على هذا بمعناه اللغويّ . وهو الدفتر ، لا اللوح المحفوظ . وقوله تعالى : { ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ … } .