Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 70-71)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَأُلْقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سُجَّداً } أي : فألقى موسى عصاه فتلقفت ما صنعوا فأَلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدَاً ، لما تيقنوا أن ذلك ليس من باب السحر ، وإنما هي آية ربانية { قَالُوۤاْ آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ * قَالَ } أي فرعون { آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ ءَاذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ ٱلَّذِي عَلَّمَكُمُ ٱلسِّحْرَ } أي : فاتفقتم معه ليكون لكم الملك { فَلأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِّنْ خِلاَفٍ } أي : من جانبين متخالفين { وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ ٱلنَّخْلِ } أي : التي هي أقوى الأخشاب وأخشنها { وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَى } يعني : أنكم إنما آمنتم برب موسى خوفاً من شدة عذابه ، أو من تخليده في العذاب { وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَآ أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَىٰ } فإن رب موسى لم يقطع من أحد يده ورجله من خلاف ، ولم يصلبه في جذوع النخل ، ولم يبقه مصلوبا ، قاله المهايميّ . وضعّفه الزمخشريّ بأن فرعون يريد نفسه وموسى عليه السلام ، بدليل قوله : { آمَنتُمْ لَهُ } أي : لموسى واللام مع الإيمان ، في كتاب الله لغير الله تعالى كقوله تعالى : { يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ } [ التوبة : 61 ] وقصده إظهار اقتداره وبطشه ، وما جرى به من تعذيب الناس بأنواع العذاب . وتوضيع موسى عليه السلام واستضعافه مع الهزء به ، لأن موسى لم يكن قط من التعذيب في شيء .