Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 84-84)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالَ هُمْ أُوْلاۤءِ عَلَىٰ أَثَرِي } أي : قادمون ينزلون بالطور ، وإِنما سبقتهم بما ظننت أنه خير . ولذا قال : { وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ } أي : عني ، بمسارعتي إلى الامتثال بأمرك . واعتنائي بالوفاء بعهدك . وزيادة { رَبِّ } لمزيد الضراعة والابتهال ، رغبةً في قبول العذر . أفاده أبو السعود . فإِن قيل : كان مقتضى جواب السؤال من موسى أن يقول : ( طلبُ زيادة رضاك أو الشوقُ إلى كلامك ) فالجوابُ : أن هذا من الغفلة عن سرِّ الإنكار . وذلك لأن الإنكار بالذات إنما هو للبعد والانفصال عنهم . فهو منصبّ على القيد . كما عرف في أمثاله . فالسؤال في المعنى عن الانفصال الذي يتضمنه { أَعْجَلَكَ } المتعدي بـ { عَن } . وإنكار العجلة لأنها وسيلة له . فالجواب { هُمْ أُوْلاۤءِ عَلَىٰ أَثَرِي } . وقوله : { وَعَجِلْتُ } الخ تتميم . وقيل : الجواب إنما هو قوله : { وَعَجِلْتُ } الخ ، وما قبله تمهيد له . وقال الناصر : إنما أراد الله بسؤاله عن سبب العجلة ، وهو أعلم ، أن يعلم موسى أدب السفر . وهو أنه ينبغي تأخُّرُ رئيس القوم عنهم في المسير ، ليكون نظره محيطا بطائفته ، ونافذا فيهم ، ومهيمنا عليهم ، وهذا المعنى لا يحصل في تقدمه عليهم ، ألا ترى الله عز وجل كيف علم هذا الأدب ، لوطا ، فقال : { وَٱتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ } [ الحجر : 65 ] فأمره أن يكون أخيرهم . على أن موسى عليه السلام إنما أغفل هذا الأمر مبادرة إلى رضاء الله عز وجل ، ومسارعة إلى الميعاد . وذلك شأن الموعود بما يسره ، يود لو ركب إليه أجنحة الطير . ولا أسَرَّ من مواعدة الله تعالى له صلى الله عليه وسلم . انتهى .