Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 18-18)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ بَلْ نَقْذِفُ بِٱلْحَقِّ عَلَى ٱلْبَاطِلِ } إضراب عن اتخاذ اللهو بل عن إرادته . وتنزيه منه لذاته العلية كأنه قال : سبحاننا أن نتخذ اللهو واللعب أو نريده ، بل من شأننا أن ندحض الباطل بالحق { فَيَدْمَغُهُ } أي : يمحقه بالكلية كما فعلنا بأهل القرى المحكية { فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ } أي : هالك بالكلية . وقد استعير لإرسال الحق على الباطل ( القذف ) الذي هو الرمي الشديد بالجرم الصلب كالصخرة . ولمحقه للباطل ( الدمغ ) الذي هو كسر الشيء الرخو الأجوف . وهو الدماغ بحيث يشق غشاءه المؤدي إلى زهوق الروح ، استعارة تصريحية تبعية . ويصح أن يكون تمثيلا لغلبة الحق على الباطل حتى يذهبه ، برمي جرم صلب على رأس دماغها رخو ليشقه ، وذكر { فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ ٱلْوَيْلُ } لترشيح المجاز . لأن من رمى فدمغ تزهق روحه . فهو من لوازمه . قال أبو السعود : وفي ( إذا ) الفجائية والجملة الاسمية من الدلالة على كمال المسارعة في الذهاب والبطلان ، ما لا يخفى ، فكأنه زاهق من الأصل وفي الآية إيماء إلى علوّ الحق وتسفل الباطل . وأن جانب الأول باقٍ والثاني فانٍ { مِمَّا تَصِفُونَ } أي : مما تصفونه به من اتخاذ الولد ونحوه ، مما تتنزه عظمته عنه . ثم أخبر تعالى عن عبودية الملائكة له ، ودأبهم في طاعته ليلاً ونهاراً ، وبراءتهم من البُنُوَّة المفتراة عليهم ، إثر إخباره عن ملكه للخلق كافة ، بقوله : { وَلَهُ مَن فِي … } .