Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 24-24)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ آلِهَةً } كرره استعظاماً لكفرهم ، وإظهاراً لجهلهم ، وانتقالاً إلى إظهار بطلان اتخاذها آلهة ، ومع خلوها عن خصائص الإلهية . وتبكيتهم بإقامة البرهان على دعواهم . ولذا قال تعالى : { قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ } أي : دليلكم على ما تفترون . أما من جهة العقل والنقل ، فإنه لا صحة لقول لا برهان له ولا دليل عليه . قال أبو السعود : وما في إضافة البرهان إلى ضميرهم من الإشعار بأن لهم برهاناً ، ضرب من التهكم بهم . وقوله تعالى : { هَـٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي } إنارة لبرهانه ، وإشارة إلى أنه مما نطقت له الكتب الإلهية قاطبة ، وشهدت به ألسنة الرسل المتقدمة كافة . وزيادة تهييج لهم على إقامة البرهان لإظهار كمال عجزهم . أي : هذا الوحي الوارد في شأن التوحيد ، المتضمن للبرهان القاطع العقليّ ، ذكر أمتي أي : عظتهم ، وذكر الأمم السابقة قد أقمته فأقيموا أنتم أيضاً برهانكم . انتهى . ثم أشار تعالى أنه لا ينجع فيهم المحاجّة بتحقيق الحق وإبطال الباطل بقوله سبحانه : { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ٱلْحَقَّ فَهُمْ مُّعْرِضُونَ } أي : عن النظر الموصل إلى الهدى . ثم بين تعالى أن التوحيد دعوى كل نبيّ ، بقوله : { وَمَآ أَرْسَلْنَا … } .