Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 42-43)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم } أي : يحفظكم { بِٱلْلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ مِنَ ٱلرَّحْمَـٰنِ } أي : من بأسه أن يفجأكم . وتقديم ( الليل ) لما أن الدواهي فيه أكثر وقوعا وأشد وقعاً . وفي لفظ : { ٱلرَّحْمَـٰنِ } تنبيه على أنه لا حفظ لهم إلا برحمته ، وتلقين للجواب . وقيل إنه إيماء إلى شدته . كغضب الحليم . وتنديم لهم حيث عذبهم من غلبت رحمته . ودلالة على شدة خبثهم . قال المهايميّ : ولا يمنع من ذلك عموم رحمته . إذ بتعذيبكم يعتبر أهل عصركم ومَن بعدهم . فيكون لإصلاح أمورهم الموجب لرحمته عليهم ، ولا يغترون في ذلك بعموم رحمته حتى يرجى منعها عن ذلك : { بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُّعْرِضُونَ } أي : لا يخطرونه ببالهم ، فضلا أن يخافوا بأسه ، ويعدوا ما هم عليه من الأمن والدعة حفظاً وكلاءة ، حتى يسألوا عن الكالئ { أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِّن دُونِنَا لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلاَ هُمْ مِّنَّا يُصْحَبُونَ } أي : لهؤلاء المستعجلي ربهم بالعذاب آلهة تمنعهم ، إن نحن أحللنا بهم عذابنا وأنزلنا بهم بأسنا ، من دوننا . ومعناه : أم لهم آلهة من دوننا تمنعهم منا . ثم وصف جل ثناؤه تلك الآلهة بالضعف والمهانة وما هي به من صفتها . ومعناه : كيف تستطيع آلهتهم التي يدعونها من دوننا أن تمنعهم منا ، وهي لا تستطيع نصر أنفسها ولا هي بمصحوبة منا بالنصر والتأييد . أفاده ابن جرير . فـ { يُصْحَبُونَ } بمعنى : يجارون يقال ( صحبك الله ) , أي : أجارك وسلمك ، كما في ( الأساس ) . قال ابن جرير : أي : لا يصحبون بالجوار لأن العرب محكيٌّ عنها : ( أنا لك جار من فلان وصاحب ) بمعنى : أجيرك وأمنعك . وهم إذا لم يصحبوا بالجوار لم يكن لهم مانع من عذاب الله ، مع سخطه عليهم ، فلم يصحبوا بخير ولم ينصروا .