Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 66-67)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلاَ يَضُرُّكُمْ * أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } أي : قبح صنيعكم في عبادة ما لا يضر ولا ينفع . تنبيه ذكر في الكشاف في قوله تعالى : { ثُمَّ نُكِسُواْ عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ } [ الأنبياء : 65 ] أربعة أوجه . وحاصلها كما في العناية : أن التنكيس قلب الشيء بجعل أعلاه أسفله . فإما أن يستعار للرجوع عن الفكرة المستقيمة في تظليم أنفسهم ، إلى الفكرة الفاسدة في تجويز عبادتها ، مع عجزها فضلاً عن كونها في معرض الألوهية . فقوله : { لَقَدْ عَلِمْتَ } معناه لم يخف علينا وعليك أنها كذلك وأنا اتخذناها آلهة مع العلم به . والدليل عليه قوله : { أَفَتَعْبُدُونَ } الخ ، أو أن التنكيس الرجوع عن الجدال الباطل إلى الحق في قوله : { لَقَدْ عَلِمْتَ } لأنه نفي لقدرتها واعتراف بأنها لا تصلح للألوهية ، وسمي ( نكسا ) وإن كان حقاً ، لأنه ما أفادهم مع الإصرار . ولكنه نكس بالنسبة لما كانوا عليه من الباطل . أو النكس مبالغة في إطراقهم خجلاً وقولهم : { لَقَدْ عَلِمْتَ } لحيرتهم أتوا بما هو حجة عليهم . أو النكس مبالغة في الحيرة وانقطاع الحجة . و { أُفٍّ } صوت إذا صوت به علم أن صاحبه متضجر . وفيه لغات كثيرة كما في كتب اللغة . قال الزمخشري : أضجره ما رأى من ثباتهم على عبادتها بعد انقطاع عذرهم وبعد وضوح الحق وزهوق الباطل ، فتأفف بهم . ولما عجزوا عن المحاجة أخذوا في المضارّة ، شأن المبطل إذا قرعت شبهته بالحجة لم يكن أحد أبغض إليه من المحقّ ، ولم يبق له مفزع إلا مناصبته .