Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 91-91)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱلَّتِيۤ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا } أي : اذكر نبأ التي أحصنته إحصاناً كليا ، عن الحلال والحرام جميعاً . كما قالت : { وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ } [ آل عمران : 47 ، ومريم : 20 ] والتعبير عنها بالموصول ، لتفخيم شأنها ، وتنزيهها عما زعموه في حقها ، بادئ بدء { فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا } أي : نفخنا الروح في عيسى فيها . أي : أحييناه في جوفها . فنزّل نفخ الروح في عيسى ، لكونه في جوف مريم ، منزلة نفخ الروح فيها . ونفخ الروح في الجسد عبارة عن إحيائه . وقيل المعنى : فعلنا النفخ فيها من جهة روحنا جبريل عليه السلام ، أي : أمرناه فنفخ . أو فنفخنا فيها بعض روحنا ، أي : بعض الأرواح المخلوقة لنا . وذلك البعض هو روح عيسى ، لأنها وصلت في الهواء الذي نفخه في رحمها { وَجَعَلْنَاهَا وَٱبْنَهَآ } أي : نبأهما { آيَةً لِّلْعَالَمِينَ } أي : في كمال قدرته واختصاصه من شاء بما شاء . وقد كان من آيتهما إتيان الرزق لمريم في غير أوانه . وتثمير النخل اليابس . وإجراء العين ، ونطق ابنها في المهد . وإحياء الموتى . وإبراء الأكمه والأبرص . قال الزمخشري : فإن قلت : هلا قيل : ( آيتين ) كما قال : { وَجَعَلْنَا ٱلَّيلَ وَٱلنَّهَارَ آيَتَيْنِ } [ الإسراء : 12 ] قلت : لأن حالهما بمجموعها آية واحدة . وهي ولادتها إياه من غير فحل . انتهى . وقيل : المعنى { وَجَعَلْنَاهَا وَٱبْنَهَآ آيَةً } . فحذفت الأولى لدلالة الثانية عليها . ولما أنهى ما ذكر تعالى من شأن جماعة من الأنبياء صلوات الله عليهم ، أشار إلى أن عقائدهم وأصول دينهم واحدة ، بقوله سبحانه وتعالى : { إِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ … } .