Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 2-2)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ } أي : عن إرضاعها . أو عن الذي أرضعته وهو الطفل { وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا } أي : ما في بطنها لغير تمام { وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَارَىٰ } أي : كأنهم سكارى { وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ } أي : على التحقيق { وَلَـٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٌ } أي : ولكن ما رهقهم من خوف عذاب الله ، هو الذي أذهب عقولهم ، وطيّر تمييزهم ، وردهم في نحو حال من يذهب السكر بعقله وتمييزه . قاله الزمخشري . لطيفة : قال الناصر في ( الانتصاف ) : العلماء يقولون : إن من أدلة المجاز صدق نقيضه ، كقولك ( زيد حمار ) إذا وصفته بالبلادة . ثم يصدق أن تقول ( وما هو بحمار ) فتنفي عنه الحقيقة . فكذلك الآية . بعد أن أثبت السكر المجازي نفي الحقيقي أبلغ نفي مؤكد بالباء . والسر في تأييده التنبيه على أن هذا السكر الذي هو بهم في تلك الحالة ، ليس من المعهود في شيء ، وإنما هو أمر لهم يعهدوا قبله مثله . والاستدراك بقوله : { وَلَـٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٌ } راجع إلى قوله : { وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ } كأنه تعليل لإثبات السكر المجازي . كأنه قيل : إذا لم يكونوا سكارى من الخمر ، وهو السكر المعهود ، فما هذا السكر الغريب وما سببه ؟ فقال : سببه شدة عذاب الله تعالى . انتهى . ثم أشير لحال المنكرين للساعة ، بقوله تعالى : { وَمِنَ ٱلنَّاسِ … } .