Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 72-74)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ } أي : حال كونها واضحة الدلالة على حقيتها وما تضمنته { تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلْمُنْكَرَ } أي : الإنكار أو الفظيع من التهجم والبسور . أو الشر الذي يقصدونه بظهور مخايله { يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِٱلَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَٰتِنَا } أي : يبطشون بهم من فرط الغيظ والغضب . قال في ( فتح البيان ) : وكذلك أهل البدع المضلة ، إذا سمع الواحد منهم ما يتلوه العالم عليه ، من آيات الكتاب العزيز أو من السنة الصحيحة ، مخالفاً لما اعتقده من الباطل ، رأيت في وجهه من المنكر ، ما لو تمكن من أن يسطو بذلك لفعل به ما لا يفعله به ما لا يفعله بالمشركين والله يقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق { قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذٰلِكُمُ ٱلنَّارُ وَعَدَهَا ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ * يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ضُرِبَ } أي : بُيِّنَ { مَثَلٌ } أي : حال مستغرب { فَٱسْتَمِعُواْ لَهُ } أي : تدبروه حق تدبره . فإن الاستماع بلا تدبر وتعقل لا ينفع { إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } يعني : الأصنام { لَن يَخْلُقُواْ ذُبَاباً وَلَوِ ٱجْتَمَعُواْ لَهُ } أي : لخلقه متعاونين . وتخصيصه الذباب ، لمهانته وضفعه واستقذاره . وهذا من أبلغ ما أنزل في تجهيل المشركين . حيث وصفوا بالإلهية التي تقتضي الاقتدار على المقدورات كلها ، والإحاطة بالمعلومات عن آخرها ، صوراً وتماثيل ، يستحيل منها أن تقدر على أقل ما خلقه الله تعالى وأذله ، ولو اجتمعوا لذلك { وَإِن يَسْلُبْهُمُ ٱلذُّبَابُ شَيْئاً لاَّ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ } أي : هذا الخلق الأقل الأذل ، لو اختطف منهم شيئاً فاجتمعوا على أن يستخلصوه منه ، لم يقدروا { ضَعُفَ ٱلطَّالِبُ } أي : الصنم يطلب ما سلب منه { وَٱلْمَطْلُوبُ } أي : الذباب بما سلب . وهذا كالتسوية بينهم وبين الذباب في الضعف . ولو حققت وجدت الطالب أضعف وأضعف . فإن الذباب حيوان وهو جماد . وهو غالب وذلك مغلوب . وجوز أن يراد بالطالب عابد الصنم ، وبالمطلوب معبوده . قيل : وهو أنسب بالسياق لأنه لتجهيلهم وتحقير معبوداتهم . فناسب إرادتهم والأصنام من هذا التذييل . واختار الوجه الأول الزمخشري . لما فيه من التهكم ، بجعل الصنم طالباً على الفرض تهكماً . وأنه أضعف من الذباب لأنه مسلوب وجماد ، وذلك حيوان بخلافه . وهذه الجملة التذييلية إخبار أو تعجب . وقوله تعالى : { مَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } أي : ما عرفوه حق معرفته ، حيث أشركوا به ما لا يمتنع من الذباب ولا ينتصف منه { إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } أي : قادر وغالب . فكيف يتخذ العاجز المغلوب شبيهاً به . أو لقويّ بنصر أوليائه ، عزيز ينتقم من أعدائه .