Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 115-118)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً } أي : بغير حكمة ، حتى أنكرتم البعث { وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ } أي : للجزاء { فَتَعَالَى ٱللَّهُ } أي : تعاظم عما تصفون ، لأنه { ٱلْمَلِكُ ٱلْحَقُّ } أي : المتصرف وحده ، الذي قصد بالخلق معرفته وعبادته . والذي لا يترك الجزاء بل يحق الحق { لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْكَرِيمِ } أي : العظيم المجيد . وقرئ بالرفع { وَمَن يَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـهَا آخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلْكَافِرُونَ } . قال ابن جرير : أي : ومن يدع مع المعبود الذي لا تصلح العبادة إلا له ، معبوداً آخر لا حجة له بما يقول ولا بينة . فإنما حساب عمله السيء عند ربه . وهو موفيه جزائه إذا قدم عليه . فإنه لا ينجح أهل الكفر بالله ، عنده ، ولا يدركون الخلود والبقاء في النعيم ، قال الزمخشري : وقوله { لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ } كقوله : { مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً } [ آل عمران : 151 ] وهي صفة لازمة , نحو قوله : { يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ } [ الأنعام : 38 ] جيء بها للتوكيد ، لا أن يكون في الآلهة ما يجوز أن يقوم عليه برهان . ويجوز أن يكون اعتراضاً بين الشرط والجزاء . كقولك : ( من أحسن إلى زيد - لا أحق بالإحسان منه - فالله مثيبه ) . قال في ( الانتصاف ) : إن كان صفة ، فالمقصود بها التهكم بمدعي إله مع الله ، كقوله { بِمَآ أَشْرَكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً } [ آل عمران : 151 ] فنفى إنزال السلطان به ، وإن لم يكن في نفس الأمر سلطان ، لا منزل ولا غير منزل . وقال الرازي : نبه تعالى بالآية ، على أن كل ما لا برهان فيه ، لا يجوز إثباته ، وذلك يوجب صحة النظر وفساد التقليد . انتهى . ثم أمر تعالى نبيه بالابتهال إليه واستغفاره والثناء عليه ، بقوله : { وَقُل رَّبِّ ٱغْفِرْ وَٱرْحَمْ وَأنتَ خَيْرُ ٱلرَّاحِمِينَ } أي خير من رحم ذا ذنب ، فقبل توبته .