Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 57-61)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيةِ رَبِّهِمْ مُّشْفِقُونَ } أي : من خوف عذابه حذرون { وَٱلَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبَّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَٱلَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ } أي : شركاً جليّاً ، ولا خفيّاً { وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ آتَواْ } أي : يعطون ما أعطوه من الصدقات { وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } أي : خائفة { أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ } أي : من رجوعهم إليه تعالى ، فتخشى أن تحاسب على ما قصرت من الحقوق ، أو غفلت عنه من الآداب { أُوْلَـٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ } أي : في نيل الخيرات التي من جملتها الخيرات العاجلة الموعودة على الأعمال الصالحة . كما في قوله تعالى : { فَآتَاهُمُ ٱللَّهُ ثَوَابَ ٱلدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ ٱلآخِرَةِ } [ آل عمران : 148 ] وقوله تعالى : { وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي ٱلدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي ٱلآخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّالِحِينَ } [ العنكبوت : 27 ] فقد أثبت لهم ما نفى عن اضدادهم ، خلا أنه غيّر الأسلوب ، حيث لم يقل { أُوْلَـٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ } بل أسند المسارعة إليهم ، إيماء إلى كمال استحقاقهم لنيل الخيرات بمحاسن أعمالهم . وإيثار كلمة ( في ) على كلمة ( إلى ) للإيذان بأنهم متقلبون في فنون الخيرات . لا أنهم خارجون عنها ، متوجهون إليها ، بطريق المسارعة كما في قوله تعالى : { وَسَارِعُوۤاْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ … } [ آل عمران : 133 ] الآية أفاده أبو السعود . { وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ } أي : إياها سابقون . أي : ينالونها قبل الآخرة ، حيث عجلت لهم في الدنيا ، فتكون اللام لتقوية العمل كما في قوله تعالى : { هُمْ لَهَا عَامِلُونَ } [ المؤمنون : 63 ] وقيل : المراد : بـ { ٱلْخَيْرَاتِ } الطاعات . والمعنى : يرغبون في الطاعات والعبادات أشد الرغبة . وهم لأجلها فاعلون السبق ، أو لأجلها سابقون الناس ، والله أعلم ، وقوله تعالى : { وَلاَ نُكَلِّفُ نَفْساً … } .