Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 65-67)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لاَ تَجْأَرُواْ ٱلْيَوْمَ } أي : يقال لهم تبكيتاً لهم . لا تجأروا ، فإن الجؤار غير نافع لكم { إِنَّكُمْ مِّنَّا لاَ تُنصَرُونَ * قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ } أي : تعرضون عن سماعها أشد الإعراض { مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ } أي : بالبيت الحرام . والذي سوغ الإضمار ، شهرتهم بالاستكبار به ، وأن لا مفخر لهم إلا أنهم قوّامه . وجوز تضمين ( مستكبرين ) معنى ( مكذبين ) والضمير للتنزيل الكريم . أي : مكذبين تكذيب استكبار . ولم يذكروا احتمال إرجاع الضمير ( للنكوص ) إشارة إلى زيادة عتوهم ، وأنهم يفتخرون بهذا الإعراض ولا يرهبون مما ينذرون به ، كقوله : { وَلَّىٰ مُسْتَكْبِراً } [ لقمان : 7 ] وليس ببعيد . فتأمل . { سَامِراً تَهْجُرُونَ } يعني : أنهم يسمرون ليلاً بذكر القرآن وبالطعن فيه ، وتسميته سحراً وشعراً ونحو ذلك . وهو معنى { تَهْجُرُونَ } من ( الهجر ) بالضم ، وهو الفحش في القول . أو معناه تعرضون . من ( الهجر ) بالفتح . تنبيه قال أبو البقاء : { سَامِراً } حال أيضاً وهو مصدر . كقولهم : ( قم قائماً ) وقد جاء من المصادر على لفظ اسم الفاعل نحو العاقبة والعافية . وقيل : هو واحد في موضع الجميع . انتهى . فيكون واحداً أقيم مقام الجمع . وقيل هو اسم جمع كحاج وحاضر وراكب وغائب . قال الشهاب : وعلى كونه مصدراً فيشمل القليل والكثير أيضاً ، باعتبار أصله . ولكن مجيء المصدر على وزن ( فاعل نادر ) وقرئ ( سُمَّراً ) بضم وتشديد . ( سُمَّار ) بزيادة ألف .