Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 15-15)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ } أي : وقت تلقي بعضكم من بعض { بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَّا لَّيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً } أي : لا تبعة له ولا عقوبة على مشيعه { وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٌ } أي : والحال أنه عظيم في الوزر واستجرار العذاب . قال المهايمي : لأن الجراءة على رسول الله وعلى أوليائه ، تشبه الجراءة على الله تعالى . قال الزمخشري : فإن قلت : ما معنى قوله { بِأَفْوَاهِكُمْ } والقول لا يكون إلا بالفم ؟ قلت : معناه أن الشيء المعلوم يكون علمه في القلب ، فيترجم عنه اللسان . وهذا الإفك ليس إلا قولاً يجري على ألسنتكم ، ويدور في أفواهكم ، من غير ترجمة عن علمٍ به في القلب . كقوله تعالى : { يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ } [ آل عمران : 167 ] انتهى . أي فالقيد ليس تأكيداً صرفاً ، ( كنظر بعينه ) بل ليفيد نفيَه عما عداه . وقيل إنه توبيخ ، كما تقول ( قاله بملء فيه ) فإن القائل ربما رمز ، وربما صرح وتشدق . وقد قيل هذا في قوله : { بَدَتِ ٱلْبَغْضَآءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ } [ آل عمران : 118 ] وقيل : فائدته ألا يظن أنه كلام نفسي . فهو تأكيد لدفع المجاز . والسياق يقتضي الأول . كذا في ( العناية ) .