Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 47-50)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ مِّن بَعْدِ ذٰلِكَ } أي : دعوى الإيمان { وَمَآ أُوْلَـٰئِكَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ } أي : في قلوبهم . ثم برهن عليه بقوله { وَإِذَا دُعُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ } أي : كتابه { وَرَسُولِهِ } أي : سنته وحكمه { لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ مُّعْرِضُونَ } أي : عن المجيء إليه { وَإِن يَكُنْ لَّهُمُ ٱلْحَقُّ } أي : الحكومة لهم ، لا عليهم { يَأْتُوۤاْ إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ } أي : مسرعين طائعين . وقوله تعالى : { أَفِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ أَمِ ٱرْتَابُوۤاْ أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ } أي : في الحكم فيظلموا فيه . قال أبو السعود : إنكار واستقباح لإعراضهم المذكور . وبيان لمنشئه بعد استقصاء عدة من القبائح المحققة فيهم ، والمتوقعة منهم . وترديد المنشئية بينها . فمدار الاستفهام ليس نفس ما وليته الهمزة و ( أم ) من الأمور الثلاثة ، بل هو منشئيتها له . كأنه قيل : أذلك ، أي : إعراضهم المذكور ، لأنهم مرضى القلوب لكفرهم ونفاقهم ، أم لأنهم ارتابوا في أمر نبوته عليه السلام ، مع ظهور حقيتها ؟ أم لأنهم يخافون الحيف ممن يستحيل عليه ذلك ؟ إشارة إلى استجماعهم تلك الأوصاف الذميمة ، التي كل واحد منها كفر ونفاق . ثم بين اتصافهم مع ذلك بالوصف الأسوأ وهو الظلم ، بقوله تعالى : { بَلْ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ } أي : الذين رسِخ فيهم خلق الظلم لأنفسهم ولغيرهم . فالإضراب انتقالي والمعنى : دع هذا كله ، فإنهم هم الكاملون في الظلم ، الجامعون لتلك الأوصاف .