Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 53-53)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ } أي : بالخروج من ديارهم وأموالهم وأهليهم { لَيَخْرُجُنَّ } أي : مجاهدين . و ( جهد ) منصوب على الحالية . أو هو مصدر ( لأقسموا ) من معناه . وهو مستعار من ( جهد نفسه ) إذا بلغ وسعها . أي : أكدوا الأيمان وشدّدوها { قُل لاَّ تُقْسِمُواْ طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ } أي : لا تقسموا على ذلك وتشددوا لترضونا . فإن الأمر المطلوب منكم طاعة معروفة ، لا تنكرها النفس . إذ لا حرج فيها . فأطيعوا بالمعروف من غير حلف ، كما يطيع المؤمنون . وقيل : معناه طاعتكم طاعة معروفة . أي : أنها قول بلا عمل . إذ عرف كذبكم في أيمانكم . كما قال تعالى : { يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْاْ عَنْهُمْ … } [ التوبة : 96 ] الآية وقال تعالى : { ٱتَّخَذْوۤاْ أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً … } [ المجادلة : 16 ] الآية فهم من سجيتهم الكذب حتى فيما يختارونه ، كما قال تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نَافَقُواْ يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلاَ نُطِيعُ فيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَٱللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لَئِنْ أُخْرِجُواْ لاَ يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُواْ لاَ يَنصُرُونَهُمْ وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ ٱلأَدْبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ } [ الحشر : 11 - 12 ] ، وقوله تعالى : { إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } أي : من الأعمال الظاهرة والباطنة ، التي منها الأيمان الكاذبة ، وما تضمرونه من النفاق ومخادعة المؤمنين ، التي لا تخفى على من يعلم السر وأخفى .