Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 1-1)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ تَبَارَكَ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً } . يحمد تعالى نفسه الكريمة ويثني عليها ، لما أنزله من الفرقان ، كما قال : { ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي أَنْزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ ٱلْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا * قَيِّماً لِّيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّالِحَاتِ } [ الكهف : 1 - 2 ] . قال الزمخشري : ( البركة ) كثرة الخير وزيادته . ومنها { تَبَارَكَ ٱلَّذِي } وفيه معنيان : تَزَايَدَ خيره وتكاثر أو تزايد عن كل شيء وتعالى عنه ، في صفاته وأفعاله . و { ٱلْفُرْقَانَ } مصدر فرق بين الشيئين ، إذا فصل بينهما . وسمي به القرآن لفصله بين الحق والباطل . أو لأنه لم ينزل جملة واحدة ، ولكن مفروقاً مفصلا بعضه عن بعض في الإنزال . ألا ترى إلى قوله : { وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى ٱلنَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً } [ الإسراء : 106 ] ، انتهى . قال الناصر : والأظهر هاهنا هو المعنى الثاني . لأنه في أثناء السورة بعد آيات { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً } [ الفرقان : 32 ] قال الله تعالى : { كَذَلِكَ } أي : أنزلناه مفرقاً كذلك { لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ } [ الفرقان : 32 ] فيكون وصفه بالفرقان في أول السورة - والله أعلم - كالمقدمة والتوطئة لما يأتي بعد . انتهى . قال أبو السعود : وإيراده عليه الصلاة والسلام بذلك العنوان ، لتشريفه والإيذان بكونه في أقصى مراتب العبودية ، والتنبيه على أن الرسول لا يكون إلا عبداً للمرسل ؛ ردّاً على النصارى ، والكناية في { لِيَكُونَ } للعبد أو للفرقان . و ( النذير ) صفة بمعنى منذر ، أو مصدر بمعنى الإنذار ، كالنكر مبالغة .