Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 56-57)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً * قُلْ مَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ } أي : على تبليغ الرسالة المفهوم من { أَرْسَلْنَاكَ } { مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَن شَآءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلاً } أي : يتقرب إليه بالإيمان والطاعة . أي إلى رحمته أو جنابه . فاتخاذ السبيل ، مراد به لازم معناه . لأن من سلك طريق شيء ، قرب إليه ، بل وصل . قال الزمخشري : مثال { إِلاَّ مَن شَآءَ } والمراد : إلا فعل من شاء . واستثنائه عن الأجر قولُ ذي شفقة عليك ، قد سعى لك في تحصيل مالٍ : ( ما أطلب منك ثواباً على ما سعيت ، إلا أن تحفظ هذا المال ولا تضيعه ) فليس حفظك المال لنفسك من جنس الثواب . ولكن صوره هو بصورة الثواب وسماه باسمه ، فأفاد فائدتين : إحداهما : قلع شبهة الطمع في الثواب من أصله . كأنه يقول لك : إن كان حفظك لمالك ثواباً ، فإني أطلب الثواب . والثانية : إظهار الشفقة البالغة ، وأنك إن حفظت مالك اعتدَّ بحفظك ثواباً ورضي به ، كما يرضى المثاب بالثواب . ولعمري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مع المبعوث إليهم بهذا الصدد وفوقه . انتهى . والاستثناء على هذا متصل ادعاء .