Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 75-77)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أُوْلَـٰئِكَ } إشارة إلى المتصفين بما ذكر . خبر لـ ( عباد الرحمن ) أو مبتدأ خبره { يُجْزَوْنَ ٱلْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُواْ } أي : على مشاق المجاهدات في الدعوة إلى الخيرات ، والدأب على الخيرات ، واجتناب المحظورات . و { ٱلْغُرْفَةَ } الدرجة العليا من المنازل في الجنة { وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاَماً } أي : تحييهم الملائكة وتسلم عليهم . أو يحيّي بعضهم بعضاً ويسلم عليه . والقصد أنهم يلقون فيها التوقير والاحترام ، فلهم السلام وعليهم السلام { خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً } لسلامة أهلها عن الآفات ، وخلودهم أبد الآباد . { قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلاَ دُعَآؤُكُمْ } أي : لا يبالي بكم ولا يبقيكم إلا إذا عبدتموه وآمنتم به وحده . فالدعاء بمعنى العبادة ، كما مر . ثم أشار إلى أنه كيف يمكن العبء بهم ، أو يتصور ، وقد وجد منهم ما ينافيه ، بقوله تعالى : { فَقَدْ كَذَّبْتُمْ } أي : بما جاءكم من الحق . أي : وقد تلى عليكم سنة من كذب وأصر { فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً } ( اللزام ) مصدر مؤول باسم الفاعل أتى به للمبالغة . أي : فسوف يكون هذا النبأ أو الذكر الحكيم ، أو الأمر الجليل ، أمر الرسالة ، لازماً وثابتاً . يفتح من الحق رتاجاً . وتدخل الناس في دين الله أفواجاً . ولقد صدق الله وعده . ونصر عبده وأعز جنده . وهزم الأحزاب وحده . نسأله تعالى خير ما عنده .