Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 105-111)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ ٱلْمُرْسَلِينَ } لأن تكذيب واحد كتكذيب الكل ، لاتفاقهم في أصول الشرائع . وهو نفي الشريك وإثبات البارئ وتوحيده . أو لأن المراد بالجمع الواحد { إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلاَ تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَىٰ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ * فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ * قَالُوۤاْ أَنُؤْمِنُ لَكَ وَٱتَّبَعَكَ ٱلأَرْذَلُونَ } يعنون من كان وضيع النسب قليل النصيب من الدنيا . فإن الشرف لديهم بالمال والنشب ، والحسب والنسب ، لا بالأخلاق الفاضلة . والملكات الكاملة . التي تحمل على تعرف الحق والتوجه إليه . ثم اعتناقه والمحافظة عليه . وأكثر ما تكون الأخلاق في مثل المستضعفين . إذا قام عليهم ناصح أمين . إذ لا مال يطغيهم . ولا جاه يلهيهم . وذلك من العناية الربانية فيهم . قال الزمخشري : وهكذا كانت قريش تقول في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . وما زالت أتباع الأنبياء كذلك ، حتى صارت من سماتهم وأماراتهم . ألا ترى إلى هرقل حين سأل أبا سفيان عن أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قال : ( ضعفاء الناس ) قال : ( ما زالت أتباع الأنبياء كذلك ) وقوله تعالى : { قَالَ وَمَا عِلْمِي … } .