Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 87-89)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلاَ تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ } أي : لا تلحق بي ذلا وهواناً يومئذ { يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } أي لا يقي المرء من عذاب الله ماله ، ولو افتدى بملء الأرض ذهباً . ولا بنوه ، وإن كانوا غاية في القوة . فإن الأمر ثمة ليس كما يعهدون في الدنيا ، بل لا ينفع إلا الموافاة بقلب سليم من مرض الكفر والنفاق والخصال المذمومة والملكات المشئومة . قال الزمخشري : وما أحسن ما رتب إبراهيم عليه السلام كلامه مع المشركين حين سألهم أولاً عما يعبدون سؤال مقرر لا مستفهم . ثم أنحى على آلهتهم فأبطل أمرها بأنها لا تضر ولا تنفع ولا تبصر ولا تسمع . وعلى تقليدهم آباءهم الأقدمين ، فكسره وأخرجه من أن يكون شبهة ، فضلاً أن يكون حجة . ثم صور المسألة في نفسه دونهم حتى تخلص منها إلى ذكر الله عز وعلا ، فعظم شأنه وعدد نعمته من لدن خلقه وإنشائه ، إلى حين وفاته ، مع ما يرجى في الآخرة من رحمته . ثم أتبع ذلك أن دعاه بدعوات المخلصين ، وابتهل إليه ابتهال الأوّابين . ثم وصله بذكر يوم القيامة ، وثواب الله وعقابه ، وما يدفع إليه المشركون يومئذ من الندم والحسرة على ما كانوا فيه من الضلال ، وتمني الكرة إلى الدنيا ليؤمنوا ويطيعوا . ثم بين سبحانه أن الجنة تكون قريبة من موقف السعداء ، ينظرون إليها ويغتبطون بأنهم المحشورون إليها . والنار تكون بارزة مكشوفة للأشقياء بمرأى منهم ، يتحسرون على أنهم المسوقون إليها .