Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 12-17)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ ٱلْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ } أي : من قبل قَصّها أثره . و { ٱلْمَرَاضِعَ } جمع مرضع بضم الميم وكسر الضاد . وهي المرأة التي ترضع . وترك ( التاء ) لاختصاصه بالنساء . أو جمع ( مرضع ) بفتح الميم مصدر ميميّ ، جمع لتعدد موادّه . أو اسم موضع الرضاع ، وهو الثدي { فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ } أي : في رضاعه وتربيته { فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا } أي : برؤيته { وَلاَ تَحْزَنَ } أي : بفراقه { وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ * وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ } أي : كمال قوته . { وَٱسْتَوَىٰ } أي : اعتدل مزاجه { آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } أي : في أعمالهم . ثم بين تعالى من نبئه عليه السلام ، ما تدرج به إلى ما قدّر له من الرسالة ، بقوله سبحانه { وَدَخَلَ ٱلْمَدِينَةَ } أي : مصر آتياً من قصر فرعون { عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا } قيل : وقت القيلولة . وقيل بين العشائين { فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلاَنِ } أي : يتنازعان { هَـٰذَا } أي : الواحد { مِن شِيعَتِهِ } أي : ممن يشايعه على دينه وهم بنو إسرائيل { وَهَـٰذَا } أي : الآخر { مِنْ عَدُوِّهِ } أي : ممن خالفه في دينه وهم القبط { فَٱسْتَغَاثَهُ } أي : سأله الإغاثة { ٱلَّذِي مِن شِيعَتِهِ } لكونه مظلوماً { عَلَى ٱلَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ } لكونه ظالماً . وإغاثة المظلوم واجبة فوجبت إغاثته من جهتين { فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ } أي : ضربه بجُمع كفَّه { فَقَضَىٰ عَلَيْهِ } أي : فقتله . { قَالَ هَـٰذَا مِنْ عَمَلِ ٱلشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ } يشير إلى تأسفه على ما أفضى وكزه ، من قتله . وسماه ظلماً واستغفر منه بالنسبة إلى مقامه { قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي } أي : بقتله { فَٱغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ * قَالَ رَبِّ بِمَآ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِينَ } يجوز أن يكون قسماً جوابه محذوف . أي : أقسم بإنعامك عليّ بالمغفرة ، لأتوبنّ ولا أظاهر المجرمين . وأن يكن استعطافاً كأنه قال : رب ! اعصمني بحق ما أنعمت عليّ من المغفرة . فلن أكون ، إن عصمتني ، ظهيراً للمجرمين . وأراد بمظاهرتهم ، إما صحبة فرعون وانتظامه في جملته وتكثير سواده ، وإما مظاهرة من أدت مظاهرته إلى الجرم والإثم ، كمظاهرة الإسرائيليّ المؤدية إلى القتل الذي لم يحل له . قاله الزمخشري . قال الناصر : لقد تبرأ عليه السلام من عظيم . لأن ظهير المجرمين شريكهم فيما هم بصدده . ويروى أنه يقال يوم القيامة : أين الظلمة وأعوان الظلمة ؟ فيؤتى بهم حتى بمن لاق لهم ليقة ، أو يرى لهم قلماً ، فيجعلون في تابوت من حديد ويلقى بهم في النار .