Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 26-28)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يٰأَبَتِ ٱسْتَئْجِرْهُ } أي : اجعله أجيرك ليرعى غنمك ، فإنه حقيق بذلك { إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ } أي : خير من أردت جعله أجيراً ، القويّ على العمل المؤتمن فيه . قال الزمخشري : وقولها : { إِنَّ خَيْرَ مَنِ ٱسْتَئْجَرْتَ ٱلْقَوِيُّ ٱلأَمِينُ } كلام حكيم جامع لا يزاد عليه . لأنه إذا اجتمعت هاتان الخصلتان ، أعني الكفاية والأمانة في القائم بأمرك ، فقد فرغ بالك وتم مرادك . وقد استغنت بإرسال هذا الكلام الذي سياقه سياق المثل والحكمة ، أن تقول : استأجره لقوّته وأمانته . انتهى . قال الناصر : وهو أيضاً أجمل في مدح النساء للرجال ، من المدح الخاص . وأبقى للحشمة . وخصوصاً إن كانت فهمت أن غرض أبيها عليه السلام أن يزوجها منه . وما أحسن ما أخذ الفاروق رضي الله عنه هذا المعنى فقال : أشكو إلى الله ضعف الأمين وخيانة القويّ . ففي مضمون الشكاية سؤال الله تعالى أن يتحفه بمن جمع الوصفين ، فكان قوياً أمينا : يستعين به على ما كان بصدده رضي الله عنه . انتهى . { قَالَ إِنِّيۤ أُرِيدُ } أي : لقوتك وأمانتك ، ما يقوّي المودة ويجذب القلوب { أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ٱبْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ } أي : على أن تكون أجيري لرعي المواشي بأجرة على ابنتي ، هي مهرها عليك ، ثماني سنين { فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِندِكَ } أي : فهو من عندك بطريق التفضل { وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ } أي : بإلزام أتم الأجلين وإيجابه { سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ } أي : في حسن المعاملة ولين الجانب والوفاء بالعهد { قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ } أي : ذاك الذي عاهدتني عليه ، لا نخرج عنه جميعاً { أَيَّمَا ٱلأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ } أي : أتممت { فَلاَ عُدْوَانَ عَلَيَّ } أي : بطلب الزيادة على ثمان ، أو الخروج بالأهل قبل عشر { وَٱللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ } أي : شاهد وحفيظ .