Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 72-76)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلنَّهَارَ سَرْمَداً إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفلاَ تُبْصِرُونَ } أي : هذه المنفعة فتقوموا بشكرها { وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيلَ وَٱلنَّهَارَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ } أي : في الليل { وَلِتَبتَغُواْ مِن فَضْلِهِ } أي : في النهار { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } أي : نعمه الظاهرة والباطنة ، والجسمانية والروحانية ، باستعمالها فيما وجب من طاعته . وذلك فيما خلقت له { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } ( وَنَزَعْنَا أي : وأخرجنا { مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً } أي : نبياً يشهد عليهم بما كانوا عليه . كقوله تعالى : { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ } [ النساء : 41 ] { فَقُلْنَا } أي : لكل أمة من تلك الأمم { هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ } أي : على ما أنتم عليه . أحق هو أم لا ؟ فعجزوا عن آخرهم . وظهر برهان النبيّ ، كما قال تعالى : { فَعَلِمُوۤاْ أَنَّ ٱلْحَقَّ لِلَّهِ } أي : في الألوهية ، لا يشاركه فيها أحد { وَضَلَّ عَنْهُمْ } أي : غاب عنهم غيبة الضائع { مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } أي : من الباطل والمذاهب المختلفة ، والطرق المتشعبة المتفرقة . { إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ } أي : من شاكلتهم في الكفر والطغيان . وقوم موسى ، جماعته الذين أرسل إليهم ، وهم القبط وطاغيتهم فرعون { فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ } أي : بالكبر والاستطالة عليهم لما غلب عليه الحرص ومحبة الدنيا ، لغروره وتعززه برؤية زينة نفسه { وَآتَيْنَاهُ مِنَ ٱلْكُنُوزِ } أي : من الأموال المدخرة { مَآ إِنَّ مَفَاتِحَهُ } أي : مفاتيح صناديقه . على حذف مضاف . أو الإضافة لأدنى ملابسة . وقيل : خزائنه { لَتَنُوءُ } أي : تثقيل { بِٱلْعُصْبَةِ } أي : الجماعة الكثيرة من الرجال أو البغال { أُوْلِي ٱلْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لاَ تَفْرَحْ } أي : بزخارف الدنيا فرحاً يشغلك عن الشكر فيها والقيام بحقها { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْفَرِحِينَ } أي : هذا الفرح ، لما فيه من إيثارها عن الآخرة ، والرضا بها عنها ، والإخلاد إليها . وذلك أصل كل شر ومبعث كل فساد .