Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 119-119)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ هَآأَنْتُمْ أُوْلاۤءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ } أي : تخالطونهم وتُفشون إليهم أسراركم ولا يفعلون مثل ذلك بكم . وقوله : { وَتُؤْمِنُونَ بِٱلْكِتَابِ كُلِّهِ } الواو للحال وهي منتصبة من ضمير المفعول في { لاَ يُحِبُّونَكُمْ } والمعنى لا يحبونكم والحال أنكم تؤمنون بكتابهم فلا تنكرون منه شيئاً ، فليس فيكم ما يوجب بغضهم لكم . فما بالكم تحبونهم وهم يكفرون بكتابكم كله ؟ ولم تجعل الواو للعطف على { وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ } أو { تُحِبُّونَهُمْ } كما ارتضاه أبو حيان لأنه في معرض التخطئة . ولا كذلك الإيمان بالكتاب فإنه محض الصواب . واعتذر له بأن المعنى : يجمعون بين محبة الكفار والإيمان وهما لا يجتمعان ، لبعده . والحالية مقررة للخطأ فتأمل ، نقله الخفاجيّ . قال الزمخشريّ : فيه توبيخ شديد بأنهم في باطلهم أصلب منكم في حقكم . ونحوه : { فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ } [ النساء : 104 ] . { وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوۤاْ آمَنَّا } نفاقاً وتغريراً { وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ ٱلأَنَامِلَ مِنَ ٱلْغَيْظِ } أي : من أجله ، تأسفاً وتحسراً . حيث لم يجدوا إلى التشفي سبيلا . وعضُّ الأنامل عادةُ النادم العاجز والمغتاظ إذا عظم حزنه على فوات مطلوبه . ولما كثر هذا الفعل من الغضبان صار ذلك كناية عن الغضب . حتى يقال في الغضبان : إنه يعض يده غيظاً . وإن لم يكن هناك عض { قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ } دعاء عليهم بأن يزداد غيظهم حتى يهلكوا به . والمراد بزيادة الغيظ زيادة ما يغيظهم من قوة الإسلام وعز وأهله . وما لهم في ذلك من الذل والخزي والتبار . كذا في الكشاف . { إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } فيعلم ما في صدورهم من البغضاء والحنق . وهو يحتمل أن يكون من المقول أي : وقل لهم : إن الله عليم بما هو أخفى مما تخفونه من عض الأنامل غيظاً . وأن يكون خارجاً عنه بمعنى : قل لهم ذلك لا تتعجب من إطْلاعي إياك على أسرارهم فإني عليم بالأخفى من ضمائرهم . وقيل : هو أمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم بطيب النفس ، وقوة الرجاء ، والاستبشار بوعد الله تعالى أن يهلكوا غيظاً بإعزاز الإسلام ، وإذلالهم به من غير أن يكون ثمة قول . كأنه قيل : حدث نفسك بذلك - أفاده أبو السعود . ثم بين تعالى تناهي عداوتهم بقوله : { إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن … } .