Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 148-148)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَآتَاهُمُ ٱللَّهُ ثَوَابَ ٱلدُّنْيَا } من النصر والغنيمة ، وقهر العدوّ ، والثناء الجميل ، وانشراح الصدر بنور الإيمان ، وكفارة السيئات { وَحُسْنَ ثَوَابِ ٱلآخِرَةِ } وهو الجنة وما فيها من النعيم المقيم . وتخصيص وصف الحسن بثواب الآخرة للإيذان بفضله ومزيته ، وأنه المعتدُّ به عنده تعالى ، بخلاف الدنيا لقلتها وامتزاجها بالمضار ، وكونها منقطعة زائلة { وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ } إشارة إلى أن ما حكى عنهم من الأفعال والأقوال من باب الإحسان . قال الرازيّ : فيه دقيقة لطيفة ، وهي أن هؤلاء لما اعترفوا بكونهم مسيئين حيث قالوا : { ربَّنَا ٱغْفِرْ لَنَا … } [ آل عمران : 147 ] الآية - سماهم الله محسنين كأن الله تعالى يقول لهم : إذا اعترفت بإساءتك وعجزك فأنا أصفك بالإحسان وأجعلك حبيباً لنفسي حتى تعلم أنه لا سبيل للعبد إلى الوصول إلى حضرة الله إلا بإظهار الذلة والمسكنة والعجز . ا . هـ . ثم حذرهم سبحانه ، إثْرَ ترغيبهم في الاقتداء بأنصار الأنبياء المفضي لسعادة الدارين ، من طاعة عدوهم . وأخبر أنه إن أطاعوهم خسروا الدنيا والآخرة . وفي ذلك تعريض بالمنافقين الذين أطاعوا المشركين لما انتصروا وظفروا يوم أُحُد ، بقوله : { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن تُطِيعُواْ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ … } .