Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 167-167)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلِيَعْلَمَ ٱلَّذِينَ نَافَقُواْ } أي : ليعلم المؤمنين من المنافقين علم عيان ورؤية يتميز فيه أحد الفريقين من الآخر تميزاً ظاهراً { وَقِيلَ لَهُمْ } عطف على { نَافَقُواْ } داخل معه في حيز الصلة . أو كلام مبتدأ { تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَوِ ٱدْفَعُواْ } يعني : إن لم تقاتلوا لوجه الله تعالى فقاتلوا دفعاً عن أنفسكم وأموالكم { قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ } أي : لكنه ليس إلا إلقاء النفس في التهلكة { هُمْ } أي : بهذا القول { لِلْكُفْرِ } في الظاهر { يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ } في الظاهر مع أنه لا إيمان لهم في الباطن أصلاً . فائدتان الأولى : قال ابن كثير : استدلوا به على أن الشخص قد تتقلب به الأحوال ، فيكون في حال أقرب إلى الكفر ، وفي حال أقرب إلى الإيمان . الثانية : قال الواحديّ : هذه الآية دليل على أن من أتى بكلمة التوحيد لم يكفر ، ولم يطلق القول بتكفيره . لأنه تعالى لم يطلق القول بكفرهم ، مع أنهم كانوا كافرين ، لإظهارهم القول بلا إله إلا الله محمد رسول الله - انتهى . { يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ } أي : يظهرون خلاف ما يضمرون ، لا تواطئ قلُوبهم ألسنتَهم بالإيمان ، وقوله : { بِأَفْوَاهِهِم } تأكيد على حدّ : { وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ } [ الأنعام : 38 ] . { وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ } .