Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 26-26)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُلِ ٱللَّهُمَّ مَالِكَ ٱلْمُلْكِ } أي : مالك جنس الملك على الإطلاق ملكاً حقيقياً بحيث تتصرف فيه كيفما تشاء . إيجاداً وإعداماً وإحياءً وإماتة . وتعذيباً وإثابة . من غير مشارك ولا ممانع { تُؤْتِي ٱلْمُلْكَ مَن تَشَآءُ } بيان لبعض وجوه التصرف الذي تستدعيه مالكية الملك ، وتحقيقٌ لاختصاصها به تعالى حقيقة ، وكون مالكية غيره بطريق المجاز ، كما ينبئ عنه إيثار ( الإيتاء ) الذي هو مجرد الإعطاء على ( التمليك ) المؤذن بثبوت المالكية حقيقة - أفاده أبو السعود - وفي التعبير بـ ( من ) العامة للعقلاء إشعار بمنال الملك من لم يكن من أهله ، وأخص الناس بالبعد منه العرب ، ففيه إشعار بأن ينوّل ملك فارس والروم العربَ ، كما وقع منه ما وقع ، وينتهي منه ما بقي ، إلى من نال الملك بسببها وعن الاستناد إليها ، من سائر الأمم الذين دخلوا في هذه الأمة من قبائل الأعاجم ، وصنوف أهل الأقطار ، حتى ينتهي الأمر إلى أن يسلب الله الملك جميع أهل الأرض بظهور ملك يوم الدين - كذا في البقاعي - { وَتَنزِعُ ٱلْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُ بِيَدِكَ ٱلْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } .