Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 80-80)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ ٱلْمَلاَئِكَةَ وَٱلنَّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُم بِٱلْكُفْرِ } أي : بالعود إليه وقد بعث لمحو الشرك { بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُّسْلِمُونَ } أي : بعد استقراركم على الإسلام . تنبيهات الأول : إذا كان ما ذكر في الآية لا يصلح لنبي ولا لمرسل ، فَلأَنْ لا يصلح لأحد من الناس غيرهم ، بطريق الأولى والأحرى . ولهذا قال الحسن البصريّ : لا ينبغي هذا لمؤمنٍ ، أن يأمر الناس بعبادته ، قال : وذلك أن القوم كان يعبد بعضهم بعضاً - يعني أهل الكتاب - كانوا يعبدون أحبارهم ورهبانهم ، كما قال الله تعالى : { ٱتَّخَذُوۤاْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ ٱللَّهِ … } [ التوبة : 31 ] الآية - وفي جامع الترمذيّ - كما سيأتي - أن عدي بن حاتم قال : يا رسول الله ما عبدوهم . قال : " بلى ، إنهم أحلوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال ، فاتبعوهم ، فذلك عبادتهم إياهم " فالجهلة من الأحبار والرهبان ومشايخ الضلال يدخلون في هذا الذم والتوبيخ . بخلاف الرسل وأتباعهم من العلماء العاملين ، فإنهم إنما يأمرون بما يأمر الله به وبلغتهم إياه الرسل الكرام ، وإنما ينهونهم عما نهاهم الله عنه وبلغته إياه رسله الكرام - قاله ابن كثير . الثاني : في هذه الآية أعظم باعث لمن علم على أن يعمل ، وأن من أعظم العمل بالعلم تعليمه والإخلاص لله سبحانه . والدراسة مذاكرة العلم والفقه . فدلت الآية على أن العلم والتعليم والدراسة توجب كون الإنسان ربانياً ، فمن اشتغل بها ، لا لهذا المقصود ، فقد ضاع سعيه وخاب عمله ، وكان مثله مثل من غرس شجرة حسناء مونقة بمنظرها ، ولا منفعة بثمرها ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : " نعوذ بالله من علم لا ينفع وقلب لا يخشع " - كذا في فتح البيان والرازيّ . الثالث : قرئ في السبع : " وَلاَ يَأْمُرَكُمْ " بالرفع على الاستئناف أي : ولا يأمركم الله أو النبيّ ، وبالنصب عطفاً على ثم يقول . و { لاَ } مزيدة لتأكيد معنى النفي .