Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 30, Ayat: 41-43)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ } أي : كثرة المضار والمعاصي على وجه الأرض وعلى ظهر السفن في لجج البحر { بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي ٱلنَّاسِ } أي : من الآثام والموبقات ، ففشا الفساد وانتشرت عدواه وتوارثه جيل عن جيل أينما حلوا وحيثما ساروا { لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } اللام للعاقبة . أي : ظهور الشرور بسببهم ، مما استوجبوا به أن يذيقهم الله وبال أعمالهم ، إرادة الرجوع . وقيل اللام للعلة ، على معنى أن ظهور الجدب والقحط والغرق بسبب شؤم معاصيهم ، ليذيقهم وبال بعض أعمالهم في الدنيا ، قبل أن يعاقبهم بجميعها في الآخرة ، لعلهم يرجعون عما هم عليه . كقوله تعالى : { وَمَآ أَصَـٰبَكُمْ مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ } [ الشورى : 30 ] { قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّشْرِكِينَ } أي : فأذاقهم سبحانه لسوء العاقبة ، لشركهم المستتبع لكل إثم وعصيان . { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ ٱلْقِيِّمِ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ لَهُ } أي : لا يقدر أحد على ردّه . وقوله : { مِنَ ٱللَّهِ } متعلق بـ { يَأْتِيَ } أو بـ { مَرَدَّ } لأنه مصدر على معنى لا يرده تعالى ، لتعلق إرادته بمجيئه . وفيه انتفاء رد غيره بطريق برهانيّ . وقيل عليه ، لو كان كذلك لزم تنوينه لمشابهته للمضاف . وأجيب بأن الشبيه بالمضاف قد يحمل في ترك تنوينه . كما في الحديث : " لا مانع لما أعطيت " { يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ } أي : يتفرقون كالفراش المبثوث ، أو فريق في الجنة وفريق في السعير كقوله : { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ } [ الروم : 14 ] .