Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 10-11)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً يٰجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ } أي : رجّعي معه التسبيح و { يٰجِبَالُ } بدل من { فَضْلاً } أو من { آتَيْنَا } بتقدير قولنا ، أو قلنا يا جبال أوّبي معه { وَٱلطَّيْرَ } بالرفع والنصب ، عطفاً على لفظ الجبال ومحلها ، وجوز انتصابه مفعولاً معه ، وأن يعطف على { فَضْلاً } بمعنى وسخرنا له الطير . قال الزمخشري : فإن قلت : أيّ فرق بين هذا النظم ، وبين أن يقال وآتينا داود منا فضلاً ، تأويب الجبال معه والطير ؟ قلت : كم بينهما ! ألا ترى ما فيه من الفخامة التي لا تخفى ، من الدلالة على عزة الربوبية وكبرياء الإلهية ، حيث جعلت الجبال منزلة منزلة العقلاء الذين إذا أمرهم أطاعوا وأذعنوا ، وإذا دعاهم سمعوا وأجابوا ، إشعاراً بأنه ما من حيوان وجماد وناطق وصامت ، إلا وهو منقاد لمشيئته غير ممتنع على إرادته . انتهى . { وَأَلَنَّا لَهُ ٱلْحَدِيدَ * أَنِ ٱعْمَلْ سَابِغَاتٍ } أي : دروعاً واسعاتٍ : { وَقَدِّرْ فِي ٱلسَّرْدِ } أي : اقتصد في نسج الدروع لتتناسب حلقها { وَٱعْمَلُواْ صَالِحاً } أي : وقلنا له ولأهله ذلك { إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } أي : فأجازيكم به .