Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 13-13)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَآءُ مِن مَّحَارِيبَ } أي : مساكن ومجالس شريفة أو مساجد { وَتَمَاثِيلَ } أي : صور ونقوش منوعة على الجدر والسقوف والأعمدة ، جمع ( تمثال ) وهو كل ما صوّر على مثل صورة غيره من حيوان ، وغير حيوان ، ولم يكن اتخاذ الصور إذ ذاك محرماً . وقال السيوطي في ( الإكليل ) : قال ابن الفَرَسِ : احتجت به فرقة في جواز التصوير ، وهو ممنوع فإنه منسوخ في شرعنا . { وَجِفَانٍ كَٱلْجَوَابِ } أي : وصحاف كالجوابي ، وهي الحياض الكبار ، و ( الجفان ) جمع جفنة وهي كالصحفة والقصعة ، ما يوضع فيه الطعام مطلقاً . وقيل الجفنة أعظم القصاع ، ثم يليها القصعة وهي ما تشبع عشرة ، ثم الصحفة وهي ما تشبع خمسة ، ثم الميكلة وهي ما تشبع ثلاثة أو اثنين ، ثم الصحيفة { وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ } أي : ثابتات على الأثافي ، لا تنزل عنها لعظمها { ٱعْمَلُوۤاْ آلَ دَاوُودَ شُكْراً } أي : قيل لهم : اعملوا لله واعبدوه على وجه الشكر لنعمائه . وفيه إشارة إلى أن العمل حقه أن يكون للشكر لا للرجاء والخوف ، كما أن فيه وجوب الشكر ، وأنه يكون بالعمل ولا يختص باللسان ؛ لأن حقيقته صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه إلى ما خلق لأجله ، وداود عليه السلام قد يدخل هنا في ( آله ) فإن آل الرجل قد يعمه : { وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ ٱلشَّكُورُ } أي : المتوفر على أداء الشكر بقلبه ولسانه وجوارحه ، وأكثر أوقاته .