Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 46-46)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُلْ إِنَّمَآ أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُواْ لِلَّهِ } أي : بخصلة واحدة إن فعلتموها أصبتم الحق وقد فسرها بقوله : { أَن تَقُومُواْ لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ } أي : قياماً خالصاً لله بلا محاباة ولا مراءاة ، اثنين اثنين وواحداً واحداً { ثُمَّ تَتَفَكَّرُواْ } أي : في أمره صلى الله عليه وسلم وما جاء به من الهدى والإصلاح وتهذيب الأخلاق ، ورفع النفس عن عبادة ما هو أحط منها من الأوثان ، إلى عبادة فاطر الأرض والسماوات ، واتباع الأحسن ، ونبذ التقاليد ، وإنزال الرؤساء إلى مصاف المرؤوسين رغبة في الإخاء والمساواة ، إلى غير ذلك من محاسن الإسلام وخصائصه المعروفة في الكتب المؤلفة في ذلك . وقوله تعالى : { مَا بِصَاحِبِكُمْ مِّن جِنَّةٍ } أي : جنون . مستأنف منّبه لهم على أن ما عرفوه من رجاحة عقله كافٍ في ترجح صدقه ، فإنه لا يدعه أن يتصدى لادعاء أمر خطير وخطب عظيم من غير تحقيق وثوق ببرهان . فيفتضح على رؤوس الأشهاد ، ويلقي نفسه إلى الهلاك ، فكيف وقد انضم إليه معجزات كثيرة ؟ وجوّز كون الجملة معلقاً عنها . لقول ابن مالك : إن ( تفكر ) يعلّق حَمْلاً على أفعال القلوب ، والتعبير عنه صلى الله عليه وسلم بـ ( صاحبهم ) ، للإيماء أن حاله معروف مشهور بينهم ؛ لأنه نشأ بين أظهرهم معروفا بقوة العقل ورزانة الحلم وسداد القول والفعل . { إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَّكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ } وهو عذاب الآخرة والمآل .