Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 35, Ayat: 10-10)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلْعِزَّةَ } أي : الشرف والرفعة { فَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ جَمِيعاً } أي : فليطلبها من عنده ، باتباع شريعته ، وموالاة أنبيائه ورسله ، والتأسي بهم في الصلاح والإصلاح ، والصبر والثبات ، واطّراح كل ملامة رغبة في الحق وعملا بالصدق . وهذا كآية { ٱلَّذِينَ يَتَّخِذُونَ ٱلْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ ٱلْعِزَّةَ فَإِنَّ ٱلعِزَّةَ للَّهِ جَمِيعاً } [ النساء : 139 ] وكآية : { وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } [ المنافقون : 8 ] . { إِلَيْهِ يَصْعَدُ ٱلْكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ } وهو الداعي إلى الحق والإصلاح ، والمنبه على سبل الضلال والفساد { وَٱلْعَمَلُ ٱلصَّالِحُ يَرْفَعُهُ } أي : يرفع الكلمُ العمل الصالحَ ، على أن يكون المستكن للكلم . إشارة إلى أن العمل لا يقبل إلا بالكلم المؤثر في إبلاغ دعوة الخير . والضمير المستتر للعمل ، والبارز للكلم ؛ أي : يكون العمل الصالح موجباً لرفعها وقبولها لأنه يحققها ويصدقها ، كما قال تعالى عن شعيب عليه السلام : { وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَآ أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ ٱلإِصْلاَحَ مَا ٱسْتَطَعْتُ } [ هود : 88 ] . { وَٱلَّذِينَ يَمْكُرُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ } أي : الأعمال السيئة المفسدة لصلاح الأمة وقيام عمرانها { لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ } أي : يضمحلّ ؛ لأن الحق يعلو ولا يعلى عليه .