Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 65-65)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱلْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَآ أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } أي : عندما يجحدون ما اجترموه في الدنيا ، ويحلفون ما فعلوه ، فيختم الله على أفواههم ، ويستنطق جوارحهم ، قال الرازي : وفي الختم على الأفواه وجوه ، أقواها أن الله يسكت ألسنتهم فلا ينطقون بها ، وينطق جوارحهم فتشهد عليهم ، وإنه في قدرة الله يسير ، أما الإسكات فلا خفاء فيه ، وأما الإنطلاق فلأن اللسان عضو متحرك بحركة مخصوصة . فكما جاز تحركه بها ، جاز تحرك غيره بمثلها ، والله قادر على الممكنات . والوجه الآخر ، أنهم لا يتكلمون بشيء ، لانقطاع أعذارهم وانهتاك أستارهم ، فيقفون ناكسي الرؤوس وقوف القنوط اليؤوس ، لا يجد عذراً فيعتذر ، ولا مجال توبة فيستغفر ، وتكلم الأيدي ظهور الأمور بحيث لا يسع معه الإنكار ، حتى تنطق به الأيدي والأبصار . كما يقول القائل : ( الحيطان تبكي على صاحب الدار ) إشارة إلى ظهور الحزن ، والأول صحيح . انتهى . أي : لإمكانه وعدم استحالته ، فلا تتعذر الحقيقة . ويؤيده آية { وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوۤاْ أَنطَقَنَا ٱللَّهُ ٱلَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ } [ فصلت : 21 ] . ومن لطائف بعض أدباء العصر ما نظمه في الفونغراف ، مستشهداً به في ذلك ، فقال :