Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 160-160)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ } استثناء من المحضرين ، الذين هم الجنة ، متصل على القول الأول ، أي : المؤمنين منهم ، ومنقطع على الثاني ، أو استثناء منقطع من ( واو ) يصفون . هذا وبقي وجه في الآية لم يذكروه ، وهو أن يراد بالنسب المناسبة والمشاكلة في العبادة . ويراد بالجنة الملائكة ، ويكون المراد من الآية الإخبار عمن عبد الملائكة من العرب وجعلوهم نداً ومثلاً له تعالى ، وحكاية لضلال آخر لهم ، غير ضلال دعواهم ، أنهم بنات الله سبحانه ، من عبادتهم لهم ، مع أنهم عليهم السلام يعلمون أن هؤلاء الضالين محضرون في العذاب . والآية في هذا كآية : { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلاَئِكَةِ أَهَـٰؤُلاَءِ إِيَّاكُمْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ * قَالُواْ سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِمْ بَلْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ ٱلْجِنَّ أَكْـثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ } [ سبأ : 40 - 41 ] ، وكان السياق من هنا إلى آخر ، كالسياق في طليعة السورة ، كله في تقرير عبودية الملائكة له تعالى ، وكونها من مخلوقاته الصافة لعبادته ، فأنَّى تستحق الربوبية ؟ والله أعلم . وقوله : { فَإِنَّكُمْ وَمَا … } .