Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 68-68)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ } أي : مصيرهم { لإِلَى ٱلْجَحِيمِ } أي : إلى دركاتها ، أو إلى نفسها لا مفر لهم ولا محيص كيفما تحولوا . قال ابن كثير : أي : ثم إن مردّهم بعد هذا الفصل لإلى نار تتأجج وسعير تتوهج ، فتارة في هذا وتارة في هذا كما قال تعالى : { يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ } [ الرحمن : 44 ] هكذا تلا قتادة هذه الآية عند هذه الآية . وهو تفسير حسن قويّ . انتهى . ومن لطائف الإشارات في هذه الآية ، ما قاله القاشاني ؛ وعبارته : { إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِيۤ أَصْلِ ٱلْجَحِيمِ } [ الصافات : 64 ] وهي شجرة النفس الخبيثة المحجوبة النابتة في قعر جهنم المتشعبة أغصانها في دركاتها القبيحة الهائلة ثمراتها من الرذائل والخبائث كأنها من غاية القبح والتشوّه والخبث بالتنفر { رُءُوسُ ٱلشَّيَاطِينِ } [ الصافات : 65 ] أي : تنشأ منها الدواعي المهلكة والنوازع المردية الباعثة على الأفعال القبيحة والأعمال السيئة ، فتلك أصول الشيطنة ومبادئ الشر والمفسدة ، فكانت رؤوس الشياطين { فَإِنَّهُمْ لآكِلُونَ مِنْهَا } [ الصافات : 66 ] يستمدون منها ويغتذون ويتقوّون ، فإن الأشرار غذاؤهم من الشرور ولا يلتذون إلا بها { فَمَالِئُونَ مِنْهَا ٱلْبُطُونَ } [ الصافات : 66 ] بالهيئات الفاسقة والصفات المظلمة ، كالممتلئ غضباً وحقداً وحسداً وقت هيجانها { ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ } [ الصافات : 67 ] الأهواء الطبيعية والمُنَى السيئة الرديئة ، ومحبات الأمور السفلية ، وقصور الشرور الموبقة ، التي تكسر بعض غلة الأشرار { ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ } لغلبة الحرص والشره ، بالشهوة والحقد والبغض والطمع وأمثالها ، واستيلاء دواعيها مع امتناع حصول مباغيها . انتهى . وهذه الإشارات من المجازات التي تتسع لها اللغة ؛ لأنها لا تنحصر في الحقيقة ، ولا يقال إنها المرادة هنا ، لنبوّها عن نظائرها من آيات الوعيد ، والله أعلم . وقوله تعالى : { إِنَّهُمْ أَلْفَوْاْ آبَآءَهُمْ … } .